عمليات زرع الأعضــاء في السعودية
تزداد الحاجة إلى زراعة الأعضاء سنة تلو الأخرى وفقا لما تتعرض له أعضاء الجسم الحيوية من أمراض منهكة تنتهي بالفشل الوظيفي لتلك الأعضاء وتصبح مهددة لحياة أصحابها بالموت في أي لحظة. ومما يعكس لنا حجم مشكلة فشل الأعضاء وزيادة الطلب على الزراعة ما تشير إليه إحصاءات المركز السعودي لزراعة الأعضاء من أن عدد المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي، وحده، بالمملكة يبلغ أكثر من 12 ألف مريض. ولا سبيل لإنقاذ حياة هؤلاء المرضى إلا بزرع عضو آخر بديل عنه، وهذا الأمر أصبح ميسورا في الطب في الوقت الحاضر إذا ما توفر المتبرع بذلك العضو.
وقد شاركت السعودية بمجموعة من الفعاليات في اليوم العالمي لزراعة الكلى لهذا العام، نظمت خلالها ندوات وحملات توعوية في المستشفيات ومراكز زراعة الأعضاء في كافة مناطق المملكة، مستهدفة توعية المواطنين بأهمية التبرع بالأعضاء لإنقاذ المرضى. ومما يشجع على ذلك أن المركز السعودي لزراعة الأعضاء حصل على مدى 20 عاما على موافقة 3 ملايين مواطن ومقيم بالتبرع بأعضائهم، وقد احتلت زراعة الكلى المرتبة الأولى بين كافة الزراعات يليها الكبد، ثم القلب، والبنكرياس.
في حديثها لـ«صحتك» تقول الدكتورة نوال أحمد بصري استشارية أمراض الكلى بمركز جدة للكلى، إن التبرع بالأعضاء يكون مندوبا أو واجبا إذا كانت هناك ضرورة قائمة للتبرع بالعضو لزرعه في المريض، أو إذا لم تكن هناك وسيلة أخرى مباحة لإنقاذ حياته، وأيضا إذا غلب على الظن بقرار أهل الخبرة في الطب العدول شفاء المريض بالزراعة، بشرط ألا يؤدي ذلك إلى ضرر أرجح من المصلحة المترتبة عليه، وأخيرا إذا قرر الطبيب العدل المختص أن العضو الآخر الباقي في المتبرع (مثل الكلية) سليم وكاف لحاجة الجسم ولا يؤثر تبرعه سلبا عليه.
أنواع التبرع بالأعضاء
* أولا: المتبرعون الأحياء، وهم الأشخاص الذين يعبرون عن رغبتهم في التبرع بأعضائهم لصالح مرضى الفشل العضوي النهائي ويصنف هؤلاء على النحو التالي:
* متبرع حي قريب قرابة دم، مثل الأخ، الأخت، الولد، الوالدين، أبناء وبنات العمومة، وأبناء وبنات الأخوال.
* متبرع حي قريب بعلاقة زواج (زوج/زوجة).
* متبرع حي قريب بأخوة الرضاعة، ويستلزم هذا إحضار وثيقة شرعية تثبت ذلك.
* متبرع حي تابع لبرنامج مبادلة (في حال التبرع بالكلى) حيث يتم تبادل متبرعَيْن حيين لمريضيْن مختلفين ثبتت ملاءمة كليهما للتبرع لأقاربهما، ولكن هناك اختلاف في فصائل الدم أو الزمر النسيجية والتواؤم المناعي. وهذا يستدعي وجود موافقة خطية رسمية من العائلتين.
* متبرع حي تابع لبرنامج المتبرعين الأحياء غير الأقارب، والذي اعتمد مؤخرا في المملكة العربية السعودية تحت إشراف المركز السعودي لزراعة الأعضاء وهو خاضع لأنظمة وقوانين محددة وإجراءات مدروسة.
* ثانيا: المتبرعون بالأعضاء من المتوفين دماغيا، عند حدوث موت الدماغ، يستمر قلب الشخص ينبض ويستمر باقي جسمه في أداء وظائفه لفترة قصيرة بمساعدة جهاز التنفس الصناعي والعقاقير المساعدة ويعتبر التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغيا مصدرا هاما وأساسيا لا غنى عنه للتبرع بالأعضاء مثل الكلى، القلب، الكبد، الرئتين، القرنية والبنكرياس.
وأوضحت الدكتورة نوال بصري أنه تم تدشين المركز الوطني للكلى عام 1404هـ، (1984) والذي ينظم علاج مرضى الفشل الكلوي، والتنسيق لزراعة الكلى والتبرع من المتوفين دماغيا كما هو من الأحياء.
وفي عام 1413هـ (1993)، تم توسيع نشاط المركز الوطني للكلى ليضم بالإضافة إلى رعاية مرضى الفشل الكلوي، رعاية كافة مرضى الفشل العضوي النهائي وزراعة الأعضاء وأصبح اسمه «المركز السعودي لزراعة الأعضاء».
واستمرت مسيرة التطور في برنامج رعاية مرضى الفشل العضوي النهائي بصورة مميزة، وخير دليل على ذلك، الإنجازات التي تحققت في مجال التبرع بالأعضاء وزراعتها.
وحسب إحصائية المركز السعودي لزراعة الأعضاء فإن حالات الوفاة الدماغية التي تم الحصول فيها على موافقة الأهل للتبرع بالأعضاء منذ بداية البرنامج وحتى نهاية عام 2011، قد بلغ 1572 حالة.
وقد أجريت في المملكة منذ بداية برنامج زراعة الكلى عام 1986 وحتى نهاية عام 2011 عدد 7201 عملية، كان منها عدد 2349 عملية تبرع بعد الوفاة الدماغية و4852 عملية تبرع من الأحياء.
أما عن برنامج زراعة الكبد والذي بدأ عام 1990م، فقد تم إجراء عدد 1094 عملية حتى عام 2011، كان منها عدد 621 عملية من متبرعين بعد الوفاة وعدد 473 عملية من متبرعين أحياء.
أما عن زراعة القلب، والتي بدأ البرنامج بها في عام 1986، فقد تمت وحتى عام 2011، عدد 206 عمليات زرع قلب كما تمت الاستفادة من عدد 540 قلبا كمصدر للصمامات البشرية.
أما عن زراعة القرنية، والتي بدأت في المملكة في عام 1983 فقد تم زرع عدد 22458 حالة حتى نهاية 2011 كان منها عدد 647 حالة من قرنيات مستأصلة محليا داخل المملكة أما الباقي فقد كان من قرنيات مستأصلة من خارج المملكة.
أما عن برنامج زراعة البنكرياس، والذي بدأ في المملكة منذ عام 1990 فقد تمت زراعة 19 حالة حتى عام 2011.
وبدأ برنامج زراعة الرئة، في عام 1990 وقد أجريت 70 حالة في المملكة منذئذ.
أما عن زراعة العظم، والتي تعتبر حديثة في المملكة حيث بدأت عام 2009 فقد أجريت عدد 63 حالة حتى عام 2011.
وبالنظر إلى الإحصائيات على مدى السنوات الماضية، يبدو لنا جليا أن هناك ازديادا ملحوظا في عدد المتبرعين بعد الوفاة الدماغية كما هو الحال من المتبرعين الأحياء مما ينعكس على الزيادة الملحوظة في أعداد عمليات زراعة الأعضاء داخل المملكة العربية السعودية، فهناك عدد 550 عملية زراعة أعضاء تجرى سنويا على مستوى المملكة، في حين لا يقل الاحتياج عن 1000 حالة سنويا، وهناك 2200 مريض بالفشل الكلوي يدخلون قوائم الانتظار سنويا، حتى وصلت أعداد الموجودين في قائمة الانتظار في المركز السعودي لزراعة الأعضاء إلى 13 ألف حالة، من بينهم 5 آلاف حالة عاجلة.
المصدر/ الشرق الأسط