الأمراض الجراحية

الـنقـرس

الـنقـرس

ما هو مـرض الـنـقـرس؟

هناك اسباب كثيرة لالتهاب المفاصل والنقرس واحد من هذه الأسباب. ومن بين كل عشرين مريضاً بالتهاب المفاصل يوجد مريض واحد مصاب بالنقرس. ينجم النقرس عن ترسب بلورات من مادة تدعى حمض البول في المفاصل.

ما هو مصدر حمض البول؟
البورين هو مركب كيماوي يوجد في كل خلايا الجسم. مع انقسام وتكاثر الخلايا, يفكك الجسم مادة البورين بصورة مستمرة ويعيد استخدام مكوناتها لصنع خلايا جديدة. يقوم الجسم بطرح ما يفيض من البورين عبر البول على شكل حمض البول, وهو مركب كيماوي آخر. أحياناً, يمكن أن تصبح مستويات حمض البول عالية في الدم. تسمى هذه الحالة “فرط حمض البوم في الدم”. عندما يزداد مستوى حمض البول في الدم, تتشكل منه بلورات حمض البول. يشبه هذا ما يحدث للملح عندما يوضع في كوب من الماء. في البداية ينحل الملح ويصبح غير مرئي, ولكن إذا أضفنا إلى الكوب مزيداً من الملح, يمكننا رؤية بلورات الملح تتشكل وتسقط في قاع الكوب. تبدو بلورات حمض البول تحت المجهر حادة ومدببة شبيهة بالإبر الصغيرة (الصورة). وعند بعض الناس تترسب بلورات حمض البول في المفاصل. يمكن أن تترسب بلورات حمض البول تحت الجلد أيضاً, فتشكل نتوءات يمكن جسها على سطح الجلد. يسمى كل نتوء “توفة”. الجهاز المناعي هو وسيلة الجسم للدفاع ضد المرض, وهو يدرك أن هذه البلورات يجب ألا تكون في هذه الاماكن فيبدأ بمهاجمتها. وهذا ما يسبب الألم والتورم والإحساس بالثقل في المفاصل المصابة بالنقرس. يمكن أيضاً أن تترسب بلورات حمض البول الفائضة في الكليتين فتسبب مشاكل كلوية.

ما هي عوامل الخطورة لمرض النقرس؟

• الوراثة:
هناك أشخاص معرضون أكثر من غيرهم لارتفاع مستوى حمض البول في الدم وبالتالي للإصابة بالنقرس. هناك أمراض وراثية تزيد من نسبة حمض البول في الدم. حيث ان 6-18% من مرضى النقرس لديهم أشخاص آخرون في العائلة مصابون بالنقرس.

• الغذاء:
إن تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالبورين يمكن أن يجعل الجسم ينتج المزيد من حمض البول. ومن الأطعمة الغنية بالبورين: اللحوم ولحوم الأعضاء الداخلية مثل الكبد والكليتين. كما أن الفول والحمص غني به. إن الإكثار من تناول الكحول يؤثر على قدرة الجسم على التخلص من حمض البول الفائض ويؤدي إلى ارتفاع حمض البول في الدم.

• الوزن:
زيادة الوزن تزيد من خطر الاصابة بالنقرس.

• الادوية:
يزيد تناول بعض الأدوية من خطر فرط حمض البول في الدم. مثل الأدوية المدرة للبول التي تؤثر على قدرة الكليتين على طرح حمض البول من الدم. وهذا يؤدي إلى زيادة مستوياته في الدم. تعطى هذه الأدوية المدرة للبول للمرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم وبالمشاكل القلبية. وهناك أدوية أخرى يمكن أن تزيد من مستويات حمض البول في الدم مثل دواء ليفودوبا الذي يعطى لمرضى داء باركنسون, وكذلك الساليسيلات مثل الأسبرين.

ما هي الاعراض والعلامات للمرض؟
يصيب النقرس 840 شخصاً من بين كل 100 ألف نسمة. ويصاب الرجال بالنقرس أكثر من النساء بقليل. تظهر أول أعراض النقرس عادة فى أوائل الاربعينات من العمر. إن المستويات العالية من حمض البول في الدم لا تؤدي وحدها إلى ظهور أعراض النقرس. تبدأ أعراض النقرس بالظهور عندما تبدأ بلورات حمض البول بالترسب في أنسجة الجسم: تحت الجلد, وفي المفاصل, وفي الكليتين. عند الكثير من مرضى النقرس يكون العرض الأول هو الألم والاحمرار في إبهام القدم. تسمى هذه الحالة “نقرس إبهام القدم”. يصاب ثلاثة من أصل أربعة من مرضى النقرس بنقرس إبهام القدم في مراحل مختلفة.
المفاصل التي كثيراً ما تصاب بالنقرس هي:الكاحل، الكعبان، الركبتان، الرسغان، الاصابع، المرفق.
إن هجمات التهاب المفاصل الناجمة عن النقرس تستمر عادة بضعة أيام ثم تتحسن من تلقاء ذاتها. مع مرور الوقت, يمكن أن تصبح هجمات النقرس أكثر تكراراً وطولاً وتحتاج إلى معالجة. إذا لم يعالج النقرس يمكن أن يجعل المريض مقعداً عاجزاً. ولكن معظم المرضى لا يصلون إلى هذه المرحلة لأن النقرس يكتشف ويعالج باكراً أكثر الأحيان. هذه المرحلة الأخيرة تسمى النقرس التوفى. وهنا تتأذى المفاصل بشكل دائم ويمكن أيضاً أن تتأذى الكليتان على نحو لا شفاء منه.

كيف يتم التشخيص؟
بعد الاستماع إلى ما يقوله المريض وإجراء الفحص السريري الشامل, يمكن أن يطلب الطبيب تحليل دم لمعرفة مستوى حمض البول في الدم. اذا كان المفصل ملتهباً أثناء زيارتك عيادة الطبيب, يمكن أن يقوم الطبيب بسحب بعض السائل من المفصل (تحت التخدير الموضعى). ثم يرسل العينة غلى مختبر التشريح المرضى لفحصها تحت المجهر. إذا لم يعثر طبيب المختبر على بلورات في سائل المفصل, يمكن أن يستخرج الطبيب إحدى “التوفات” أو النتوءات الموجودة تحت الجلد ليرسلها غلى المخبر للتحري عن بلورات حمض البول. يمكن للاشعة السينية أن تظهر ترسبات بلورات حمض البول وأي ضرر بالعظام ناجم عن الالتهابات المتكررة. من المهم أن نعلم أن أكثر الناس الذين لديهم فرط حمض بول في الدم لا تظهر لديهم أعراض التهاب المفاصل النقرسي مثل التورم والاحمرار والألم.

ما هي المعالجة؟
• الادوية التي تخفف من آلام هجمات النقرس :
يوصى الأطباء باستخدام الأسيتامينوفين (السيتامول) للتخفيف من الألم. يجب تجنب استعمال الاسبرين في النقرس لأنه يمكن أن يمنع الكلية من طرح حمض البول. وإذا كان ألم النقرس شديداً يمكن أن يصف الطبيب مسكنات أقوى لتخفيف الألم

• الادوية التي تخفف من التهاب المفاصل:
إن الأدوية التي تدعى مضادات الالتهاب غير الستيرونيدية ( مثل البروفين) فعالة في معالجة النقرس الحاد. إذا كانت معدة وأمعاء المريض تتحسس من مضادات الالتهاب غير الستيرونيدية, يمكن وصف الستيرونيدات القشرية (الكورتيزون) لمعالجة النقرس الحاد. إن الكولشيسين هو دواء أخر فعال جداً في الحد من التورم والألم وفي إنهاء هجمة النقرس. ويكون هذا الدواء أكثر فعالية إذا تناوله المريض في غضون 12 ساعة من بدء الهجمة

• الادوية التي تقلل من مستوى حمض البول في الدم:
وهذا يهدف إلى الوقاية من الهجمات ومنع تشكل توفات جديدة وحصيات كلوية. هذه الأدوية هي الألوبورينول أو البروبنسيد.

كيف تتم الوقاية من النقرس؟
إن للوقاية من هجمات النقرس أهمية لا تقل عن أهمية معالجتها. وفيما يلي خمس نصائح للوقاية من النقرس.
• أكثر من شرب الماء والسوائل فهذا يساعدك على ازالة حمض البول ومنعه من الترسب في الأنسجة.
• تخفيف الوزن عن طريق التقليل من الطعام وممارسة التمارين الرياضية. وليكن ذلك تحت إشراف الطبيب لأن فقد الوزن السريع يمكن في بعض الحالات أن يؤدي إلى تفاقم مرض النقرس.
• تجنب تناول الأطعمة الغنية بالبورين.
• إذا كنت ممن يشربون الكحول فاحرص على عدم تناول كميات كبيرة منه.
• تناول أدوية لخفض مستوى حمض البول في دمك.

المصدر/ خـاص بالصحة نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى