إصــابــات الـركـبــة ( تـمــزق غـضــروف الـركـبــة)
يحتوي مفصل الركبة على غضروف أنسي ووحشي (الغضروف الداخلي والخارجي). وهذه تشكل وسادة مرنة و سميكة من النسيج الغضروفي. وهي بشكل الهلال وتكون أرق باتجاه وسط المفصل. الغضاريف الهلالية تساعد على ‘امتصاص الصدمات’ لامتصاص تأثير الجزء العلوي على الجزء الأسفل من الساق ، وتساعد أيضا على جعل الحركة سلسة و تحافظ على ثباتية الركبة. عندما يتحدث العامة عن ‘إصابة غضروف’ في الركبة ، إنهم عادة يقصدون وجود إصابة في إحدى الغضروفين السابقين. اضافة للغضاريف الموجودة بين سطحي المفصل هنالك اربطة (اربعة) تساعد على ثبات وحركية المفصل. تصاب هذه الاربطة كبقية اربطة الجسم بالتمزق الجزئي او الكامل.
ما هي أعراض تمزق الغضروف المفصلي؟
أعراض الإصابة الغضروفية تعتمد على نوع التمزق فيما اذا كان رضيا (بعد الاصابة) او تنكسي ( شيخوخة المفصل) وموقع التمزق . بعض الناس لديهم تمزق غضروفي دون أي أعراض في الركبة. الاعراض الشائعة تشمل:
• الألم:
وهو أسوأ كثيرا عند بسط الساق. إذا كان الألم خفيفا ، فيمكن الاستمرار في المشي. وقد يكون هناك ألم شديد إذا انحشرت القطعة المتمزقة بين عظم الظنبوب والفخذ. في بعض الأحيان، يستمر الالم لاشهر او سنوات وخاصة إذا حصلت الإصابة في الركبة مرة أخرى.
• تورم الركبة:
تتضخم الركبة غالبا في غضون يوم أو يومين من وقوع الإصابة. كثير من المصابين يشعرون من أن الركبة متورمة قليلا لعدة أشهر إذا كان التمزق الغضروفي سببه التنكس.
• خلل وظيفي في الركبة:
قد لا يكون هناك قدرة على بسط الركبة بالكامل. في الحالات الشديدة قد لا يكون هناك قدرة على المشي من دون الشعور بالألم الشديد. ويمكن للركبة أن ‘تقفل’ من وقت لآخر إذا تداخل الجزء المتمزق مع حركة الركبة الطبيعية. كما يشعر بعض الناس بطقطقة (فرقعة) الركبة عند المشي.
* مـلاحـظــة:
الركبة المقفلة يعني أنها تبقى ملتصقة عند ثنيها ولا تستطيع بسطها دون تحريك الساق باليدين وهي شائعة الحدوث في التمزق الغضروفي للركبة. اما الفرقعة (وخصوصا من دون ألم) فهو ظاهرة شائعة ولا يعني عادة أن هناك تمزق غضروفي.
بالنسبة لبعض الناس فإن أعراض إصابة الغضروف المفصلي تزول من تلقاء نفسها بعد بضعة أسابيع. وبالنسبة لمعظم الناس تستمر الأعراض لفترة طويلة الأجل ، أو تشتد من وقت لآخر حتى تتم معالجة التمزق.
كيف يتم تشخيص تمزق الغضروف المفصلي؟
القصة المرضية والأعراض تشير في كثير من الأحيان إلى حدوث التمزق الغضروفي. الطبيب سيفحص الركبة. هناك نقاط معينة في الفحص توجه نحو التمزق الغضروفي. على سبيل المثال ، قد يقوم الطبيب بثني الساق ، ثم يلويها بينما يقوم المريض ببسط ساقه. خلال هذه الحركة ، الألم أو ‘الفرقعة’ تشير في كثير من الأحيان للتمزق الغضروفي.
قد ينصح الطبيب في بعض الأحيان بإجراء صورة شعاعية للركبة. الصورة الشعاعية لا تظهر الأنسجة الغضروفية ، ولكن تكشف عن أي أذية عظمية قد تكون وقعت عند حدوث الأصابة. إن التشخيص يمكن تأكيده عبر التصوير بالرنين المغناطيسي للركبة (الصورة).
ما هو العلاج للتمزق الغضروفي؟
• العلاج المحافظ ( غير الجراحي):
التمزقات البسيطة تشفى عفويا مع الوقت ، وعادة بعد حوالي ستة أسابيع تقريبا. بعض التمزقات التي لا تلتئم لا تسبب أعراضا على المدى الطويل بحيث أن الألم والتورم يهدأان ، أو تسبب أعراضا متقطعة فقط أو خفيفة. ولا حاجة في هذه الحالات للعملية الجراحية . قد ينصح بالعلاج الفيزيائي لتقوية البنى الداعمة للركبة مثل عضلات الفخذ وعضلات الساق.
• الجراحة:
ينصح بها عند عدم التئام التمزق واستمرار الاعراض بشكل غير محتمل. ولسوء الحظ ،لا يمكن إصلاح سوى حوالي 1 من 4 حالات من التمزقات. تتم معظم العمليات عبر التنظير
كيف تتم الجراحة التنظيرية؟
التنظير المفصلي هو إجراء يتم به رؤية ما بداخل المفصل باستخدام المنظار المفصلي. والمنظار المفصلي هو منظار رفيع مزودة بمنبع ضوئي وكاميرا لتضخيم البنى داخل المفصل. يتم اجراء اثنين أو ثلاثة شقوق صغيرة (أقل من 1سم) في مقدمة الركبة ثم تعبئة مفصل الركبة بالسائل وبعدها يدخل المنظار المفصلي في الركبة لاجراء العمل الجراحي. أنواع العمليات قد تتضمن ما يلي :
– إصلاح الغضروف المفصلي حيث تتم خياطته في مكانه.
– في بعض الحالات الإصلاح يكون غير ممكنا ويتم ازالة الجزء المتمزق وتضبيط الجزء المتبقي بشكل قريب من الطبيعي.
– أحيانا ، يتم إستئصال الغضروف المفصلي بأكمله.
– الزرع وفيه يتم استبدال الغضروف المصاب بغضروف سليم من مانح (متوفي)، مع تحقيق كامل الشروط المطلوبة في عملية الزرع (مطابقة نسيجية..) هذا الإجراء أكثر شيوعا في أمريكا مما هو عليه في المملكة المتحدة.
– وهناك عملية جديدة يتم فيها زرع الكولاجين وتتم إجراء عملية الزرع عبرمادة طبيعية تنمو الخلايا بداخلها بحيث أن الغضروف المتمزق يعود للنمو مجددا الأنسجة التالفة. وهذه العملية ليست متاحة بعد في جميع المستشفيات ولاتزال في طور التجريب.
المصدر/ خـاص بالصحة نت