الصحة العامة

فطريات الأنف والجيــوب الأنفية.. التشخيص والعلاج

بعضها يكون قاتلا ولا يمهل المصاب أكثر من أسابيع

الأنف هو المدخل الرئيسي للهواء ومنه يصل الهواء إلى الرئتين محملا بالأكسجين. ولأسباب متعددة، يتعرض الأنف للانسداد، إما بسبب وجود اعوجاج في الحاجز الأنفي أو لوجود لحميات أنفية، أو لتضخم الغشاء الأنفي، أو نتيجة الإصابة بفطريات الأنف والجيوب الأنفية، وأخيرا لا ننسى احتمال الإصابة بالأورام بأنواعها. وكل هذا يؤدي إلى تعطل عملية التنفس وبالتالي يؤدي إلى أعراض قد تكون مؤثرة جدا في حياة المريض المعيشية والعملية.

التشخيص الدقيق والسليم لكل هذه الأمراض هو المفتاح للعلاج المناسب، وهذا لا يكون إلا باستخدام التقنيات الحديثة المتوفرة حاليا في العيادات التخصصية المعنية بذلك، والتي تساعد على رؤية السبب وتحديده بكل دقة ومن ثم يتم وضع البرنامج العلاجي المناسب.

أنواع الفطريات

ويمكن تقسيم فطريات الأنف والجيوب الأنفية إلى نوعين رئيسيين:

* نوع حاد: هو الذي يلازم المريض لأسابيع فقط، ويؤدي إلى تلف كامل في الأنف والوجه والدماغ وغالبا ما يؤدي إلى الوفاة.

* نوع مزمن: يمكن تقسيمه إلى قسمين آخرين؛ هما:

– نوع مزمن فطري تحسسي: وهذا النوع من الفطريات يصيب مئات بل الآلاف من المرضى في كل أنحاء المملكة، وهو نوع تتسبب فيه أنواع محدودة من الفطريات المزمنة التحسسية، يبدأ في تجويف الأنف والجيوب الأنفية، ويؤدي إلى تلف وإذابة عظم الوجه وبالذات العظم ناحية العينين وأسفلهما والعظم الملاصق للدماغ.

– نوع مزمن فطري: يصيب الأنف ومناطق أخرى من الجسم مثل الدماغ وغالبا ما يأخذ فترات طويلة؛ حيث يبدأ في تجويف الأنف والجيوب الأنفية ثم ينتشر إلى الدماغ. هذا النوع يستلزم علاجا مكثفا جراحيا ودوائيا.

فطريات الأنف

هذه الفطريات موجودة حولنا في هواء المنزل وأجهزة التكييف والفرش وستائر النوافذ وتكييف السيارات. إذن فجميع سكان المملكة تقريبا معرضون للإصابة بهذا المرض لأنهم يعيشون في هذا المناخ نفسه ويتعرضون لهذه المسببات نفسها.

وأصبح من المؤكد أن هذه الفطريات موجودة وكامنة في أجسامنا وأنوفنا، وأن لحظات ضعف ونقص في المناعة وقوة مقاومة الجسم هي التي تؤدي إلى سرعة تكاثرها وانتشارها وظهور أعراض المرض.

أعراض المرض

* أهم أعراض هذا المرض هو انسداد الأنف، وأن المرضى دائما ما يأتون متأخرين، وكذلك أن أسباب انسداد الأنف كثيرة ومتعددة؛ وأشهرها اعوجاج الحاجز الأنفي، وحساسية الأنف، وتضخم الأغشية الأنفية. وحيث إن الصيدليات مليئة بعشرات الأدوية الموضعية على شكل قطرات وبخاخات وغسول وأشياء أخرى، فهي قد تريح المريض قليلا، إلا أن ذلك مع الأسف يعطي في الوقت نفسه فرصا ذهبية لهذا المرض الفطري للانتشار أكثر وإحداث الضرر الأكبر.

بل إن كثيرا من المرضى لا يأتون إلى الأطباء إلا بعد أن تكون عظام الوجه قد تآكلت ووصل المرض إلى ما حول العينين ومقدمة الدماغ وأدى إلى جحوظ العينين وتغيير مكانهما إلى أسفل أو إلى أحد الطرفين الأيمن أو الأيسر.

– العلاج

* بتقنية المناظير الضوئية
* لقد دخلت بعد ذلك تقنية استخدام المناظير الضوئية وتم التدريب عليها وحضور الدورات اللازمة بإشراف أشهر أطباء العالم. ومع بداية التسعينات من القرن الماضي أصبحت هذه العمليات تتم بالكامل باستخدام المناظير، وأصبحت فرص رجوع هذه الفطريات تقل كلما ازدادت الخبرة وتطورت التقنية الجراحية وكذلك بالتحضير الجيد للمريض قبل العملية وإعطاء الأدوية اللازمة قبل وبعد العملية وعمل الأشعة المقطعية والمغناطيسية والعلاج بالكورتيزون ومضادات الحساسية.

* العلاج المناعي

* ولقد ظهر بعد ذلك علاج آخر للفطريات جديد وفعال يتم إعطاؤه بعد إجراء العمليات الجراحية وله علاقة بالمناعة وهو يشبه اللقاحات التي تعطى للوقاية من بعض الأمراض.

وهذا العلاج المناعي يتم إعطاؤه تحت اللسان على شكل قطرات لمدة قد تصل إلى أربع سنوات، وهو يساعد على تخفيف فرص تكاثر هذه الفطريات مرة أخرى وبالذات إذا تم إعطاؤه بشكل منتظم مع المراجعة المتوالية والكشف المستمر لدى العيادة التخصصية.

وأخيرا يوجه  كل المرضى الذين يشتكون من انسداد مزمن بالأنف وبالذات إذا كانت هناك إفرازات بيضاء أو صفراء أو وجود رائحة كريهة، بأن لا يهملوا الحالة أو يتأخروا عن مراجعة الطبيب المختص المتمرس في علاج هذا النوع من الأمراض في وقت مبكر، لأن النتيجة تختلف كثيرا عند الإهمال.

المصدر: الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى