القبعة في الشتاء
لماذا نحتاج إلى قبعة دافئة في موسم البرد؟
الرأس العاري يفقد نصف حرارة الجسم من الناحية المثالية، إن كانت درجة حرارة الطقس تبلغ 80.6 فهرنهايت (44.78 درجة مئوية)، فإنها مناسبة تماما للجسم العاري للإنسان لأنها درجة «محايدة حراريا»، إذ إن ما يكتسبه الجسم من الحرارة يعادل ما يفقده منها.
إلا أن هذا لا يحدث الآن، ولذا أخذ الإنسان في التكيف. ففي الطقس الحار يؤدي تبخر العرق إلى تبريد الجسم. أما في البرد، خصوصا في مناطق الشمال، فإن الأوعية الدموية القريبة من الجلد تأخذ في التقلص بحيث يذهب الدم للتدفق بعيدا نحو أعماق الجسم البشري.
ولهذه العملية عدة تأثيرات.. فالدماغ والقلب والأعضاء المهمة الأخرى تظل «حارة» بفضل انحسار الدم عن اليدين والرجلين. وتؤدي قلة تدفق الدم على السطح إلى زيادة خصائص العزل في الجلد، وفي الطبقة الدهنية الواقعة تحته والعضلات القريبة منه. وبالطبع هناك ارتجاف الجسم، وهي عملية غير مريحة تؤدي مع ذلك دورها في هز العضلات لتوليد حرارة أكثر.
أوعية الدماغ
* إلا أننا لسنا حساسين حراريا في المنطقة التي تقع فوق الرقبة مثلما هو الحال في المنطقة الواقعة تحتها. فالأوعية الدموية الواقعة بالقرب من سطح الرأس لا تتقلص إلا قليلا أثناء البرد، وهو أمر جيد لأن الدماغ يحتاج إلى تغذية متواصلة بالدم. كما لا يوجد في تلك المنطقة إلا القليل من طبقات الدهن تحت الجلدية العازلة. وبالنتيجة فإنه وحتى إن كانت قد تدثرت ولفلفت كل جسمك فإن رأسك المكشوف سيؤدي إلى فقدان الكثير من حرارة الجسم، حتى احتمال نسبة 50 في المائة من الحرارة، في بعض ظروف الطقس البارد.
والأكثر من ذلك أن الرأس البارد قد يحفز على انقباض الأوعية الدموية في مناطق أخرى من الجسم، الأمر الذي يؤدي مثلا إلى شعور اليدين والقدمين بالبرد رغم ارتدائك القفازات والجوارب الثخينة.
والحل طبعا هو ارتداء القبعة أو ارتداء ما هو أكثر منها لتغطية الرأس والوجه معا. والأنواع الصوفية هي الأفضل لأن نسيج الصوف يحتجز الهواء، إلا أنه لا يفعل ذلك عند تعرض النسيج للمطر. كما توجد في هذه الأيام أنواع من القبعات الدافئة المصنوعة من البوليستر.
المصدر: الشرق الاوسط