عالج قلبك وشرايينك.. تعالج الضعف الجنسي
تظهر في الغالب مشكلات انتصاب العضو الذكري (التي يطلق عليها «الضعف الجنسي» erectile dysfunction أو ED)
جنبا إلى جنب مع مشكلات القلب والأوعية الدموية. وتساهم ترسبات الكولسترول التي تسد مجرى الشرايين والتهابات بطانة الأوعية الدموية الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم، في حدوث كلتا المشكلتين الصحيتين. ولذا، فربما يكون من المعقول أن يقود علاج عوامل الخطر المسببة لأمراض القلب بتناول أدوية خفض الكولسترول مثل أدوية الستاتين statins، وكذلك العمل على إجراء تغييرات في نمط الحياة؛ مثل ممارسة التمارين الرياضية والإقلاع عن التدخين ومراقبة الوزن، إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشكلات الانتصاب.
وقد دعمت عدة تجارب إكلينيكية شملت أعدادا صغيرة من الأشخاص، هذه الفرضيات. إلا أن نتائج شملت أعدادا أكبر من الناس تبدو مقنعة أكثر. وهنا جمع باحثون في «مايو كلينيك» نتائج من 6 دراسات منفصلة، مدققين في وجود العلاقة بين المشكلتين. وشملت تلك الدراسات 740 رجلا وأجريت بين عامي 2004 و2010 وتابعت المشاركين فيها على فترات مختلفة تراوحت بين 12 أسبوعا وسنتين.
وقد كشفت تحليلات الباحثين أن الرجال المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب الذين يجرون تغييرات على نمط حياتهم أو يتناولون أدوية الستاتين، أو يقومون بتنفيذ الأمرين معا، تتحسن قدرتهم على الوصول إلى حالة الانتصاب والحفاظ عليه. كما أظهرت أن هذا التحسن يوفر فوائد إضافية للرجال الذين يستفيدون من تناول عقار الضعف الجنسي «فياغرا».
وقد حقق الرجال الذين يتوجهون لعلاج عوامل الخطر على القلب بإجراء تغييرات على نمط حياتهم وبتناول أدوية الستاتين، في المتوسط 2.7 نقطة أعلى في سلم قياسي يقع بين 5 و25 درجة لقياس القدرة الجنسية. وعندما دقق الباحثون في حالات الرجال الذين غيروا من نمط حياتهم فقط، وجدوا أنهم حققوا 2.4 نقطة أعلى، وعندما حللوا تأثير أدوية الستاتين بشكل منفصل ظهر أن الرجال حققوا 3.1 نقطة أعلى.
ورغم أن هذه التحسينات تبدو ضئيلة، فإنها كافية لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من الشكل الخفيف من الضعف الجنسي. إن مشكلات الانتصاب تظهر عادة لدى الرجال قبل سنتين أو ثلاث من ظهور أولى العلامات على أمراض القلب، التي تظهر أعراضها في الغالب على شكل آلام في الصدر عند القيام بمجهود بدني، وقبل ثلاث إلى خمس سنوات من حدوث مشكلة قلبية كبيرة مثل النوبة القلبية.
ولذا، فإن كنت تزور الطبيب بهدف استشارته في مشكلة الضعف الجنسي، فعليك سؤاله لكي يفحص قلبك أيضا. وبذلك، فإنك ستساعد في حماية قلبك، كما ستساعد على حماية حياتك الجنسية.
المصدر: رسالة هارفارد للقلب، الشرق الاوسط