الأمراض الجراحية

فتق النواة اللبية ( مرض الديسك )

فتق النواة اللبية ( مرض الديسك )

ماهي تركيبة العمود الفقري؟

يتكون العمود الفقري من:
– عدد من الفقرات. وبين كل فقرة وفقرة يوجد القرص الفقري ويسمى احيانا بالغضروف او الديسك. وتتكون الأقراص من نسيج قوي مطاطي يتيح للعمود الفقري أن يتحرك بمرونة إلى حد ما. القرص مؤلف من قسمين قسم ليفي خارجي صلب ، وقسم مركزي لين هلامي يسمى بالنواة اللبية.

– الحبل الشوكي ، الذي يحتوي على خلايا عصبية والالياف العصبية التي تنزل من الدماغ وتتم حمايته من قبل العمود الفقري.

-الأعصاب المتفرعة من الحبل الشوكي تخرج من بين الفتحات بين الفقرات وهي تقوم بإرسال واستقبال الرسائل من وإلى أجزاء مختلفة من الجسم.

– الأربطة المتينة التي تصل بين الفقرات. وهذا يقدم دعم اضافي للعمود الفقري.

– العضلات تحيط أيضا وتربط بين أجزاء مختلفة من العمود الفقري.

ماذا يعني الانزلاق القرصي (الغضروفي) أو فتق النواة اللبية؟
ما يحدث عند الانزلاق هو أن الجزء المركزي اللين من القرص (النواة اللبية) ينزلق للخارج (ينفتق) بسبب وجود ضعف في الجزء الخارجي من القرص. يطلق على القرص المنزلق أحيانا بالقرص المنفتق. القرص المنفتق قد يضغط على البنى القريبة منه وهي الأعصاب القادمة من الحبل الشوكي. كما يتطور الالتهاب أيضا حول القرص المنزلق . القرص المنزلق الملتهب غالبا ما يسبب آلاما مبرحة في أسفل الظهر. وقد يضغط القرص المنفتق أيضاً على العصب المجاور مما يسبب أيضا الألم والأعراض الأخرى في الساق (او مايسمى بعرق النسا). في معظم الحالات،الأعراض تخف تدريجيا على مدى عدة أسابيع. النصيحة المعتادة هنا هي ممارسة الأنشطة العادية قدر الإمكان. قد تساعد المسكنات في تخفيف الألم والعلاج الفيزيائي كذلك. و قد تكون الجراحة خيارا إذا استمرت الأعراض.
ويمكن لأي قرص في العمود الفقري أن ينفتق. ومع ذلك ، معظم الانفتاقات القرصية تحدث في العمود الفقري القطني (أسفل الظهر). و حجم الفتق يختلف حسب كل حالة. وكقاعدة عامة ، الفتق الأكبر حجماً يسبب أعراض أكثر شدة.

من الذي يصاب بالمرض؟
نوبات آلام الظهر شائعة جدا. ومع ذلك ، أقل من 1 من 20 حالة من الام الظهر الحادة تكون بسبب الانفتاق الغضرروفي. وتكون معظم الحالات عبارة عن اسباب بسيطة في أسفل الظهر ناجمة عن الاربطة او العضلات ( شد عضلي) او غيره. السن الأكثر شيوعا لحدوث فتق النواة اللبية بين 30 و 50 عاما. ويصاب الرجال اكثر من النساء بنسبة 2 الى 1.

ما هي أسباب الانزلاق القرصي ( فتق النواة اللبية ) ؟
وليس من الواضح تماما لماذا يحدث الانزلاق عند بعض الناس دون غيرهم ، حتى عندما يشتغلون بنفس الوظيفة أو يقومون بحمل نفس الأشياء الثقيلة. ويبدو أن بعض الناس قد يوجد عندهم ضعف ما (خلقي او وراثي..) في الجزء الخارجي من القرص وتأتي عوامل مختلفة قد تؤدي الى زيادة العبء على الجزء الداخلي اللين من القرص و تدفعه للانزلاق من خلال الجزء الضعيف من القرص. على سبيل المثال ، العطس ، الانحناء غير الملائم ، أو رفع الأوزان الثقيلة بوضع غير مناسب كل ذلك يسبب ضغوط زائدة على القرص.
العوامل التي قد تزيد خطر الاصابة بفتق النواة اللبية تتضمن ما يلي : وظيفة أو عمل يتطلب جهود كبيرة لرفع أشياء ثقيلة ، وظيفة تتطلب الجلوس لوقت طويل (وخاصة القيادة) ، و كذلك رياضة تحمل الوزن (رفع الأثقال ، الخ) ، والتدخين ،والسمنة ، وتقدم العمر (القرص أكثر عرضة للإصابة بسبب الضعف الحاصل فيه مع زيادة السن).

ما هي أعراض فتق النواة اللبية؟

– آلام الظهر:
الألم حاد في كثير من الأحيان ، وعادة ما يأتي فجأة. وتخف حدة الألم عادة عند الاستلقاء ، وغالبا ما يصبح أسوأ إذا قمت بتحريك ظهرك ، وعند السعال ، أو العطس.

– ألم جذر العصب (عادة يسمى ذلك ‘عرق النسا’):
ألم جذر العصب هو الألم الذي يحدث بسبب الضغط على جذور الأعصاب القادمة من الحبل الشوكي بواسطة القرص المنزلق ، أو هو التهيج الناجم عن الالتهاب الحادث في القرص .على الرغم من أن المشكلة هي في الظهر ، إلا أن الألم ينتشر على طول مسار العصب المنضغط ، بالإضافة إلى آلام الظهر. لذلك ، قد نشعر بألم في ربلة الساق وحتى القدم. والآلام العصبية الجذرية تتراوح بين معتدلة وشديدة ، وغالباً أسوأ من ألم الظهر.

– التنميل والخدر:
وهما من الأعراض الأخرى لانضغاط جذر العصب ،وقد يحدث الضعف في جزء من الساق ، أو الأرداف أو القدم اذا كان الضغط شديدا.. موقع الأعراض وانتشارها بالضبط يعتمد على العصب المتأذي .

– متلازمة ذيل الفرس:
حالة نادرة ، ولكنها حالة اسعافية و سببها هو حدوث انفتاق غضروفي كبير داخل القناة الفقرية (مركزي) مما يؤدي الى الضغط على مجموعة الأعصاب الموجودة عند نهاية الحبل الشوكي (المسماة ذيل الفرس) عوضا عن الضغط على عصب واحد كما هو العادة. وهذا يسبب آلام أسفل الظهر بالإضافة إلى : مشاكل في وظيفة الأمعاء والمثانة (تصبح غير قادرة على تمرير البول) ، وخدر في منطقة ‘الشرج’ (حول فتحة الشرج) ، وضعف في أحد الساقين أو كليهما. هذا يحتاج إلى علاج فوري للحفاظ على الأعصاب التي تعصب المثانة والأمعاء خوفاً من أن يسبب ذلك أضرار ومشاكل دائمة في وظائف التبول والتغوط وحتى الوظيفة الجنسية ( الانتصاب) . راجع الطبيب فورا إذا تطورت لديك هذه الأعراض.

– لا أعراض:
البحوث والدراسات التي تم القيام فيها على عدد كبير من الناس أظهرت أن بعض الناس حدث لديهم فتق نواة لبية من دون أية أعراض. وتبين أن الأعراض تحدث بشكل رئيسي إذا كان هناك ضغط أو تهيج يصيب الأعصاب. هذا لا يحدث في جميع الحالات. قد تكون بعض الفتوق صغيرة الحجم ، أو تحدث بعيدا عن الأعصاب وتسبب قليلاً أو لا تسبب أية أعراض.

كيف تتطور الأعراض ؟
في معظم الحالات ، الأعراض تميل إلى التحسن خلال بضعة أسابيع. البحوث والدراسات المتكررة و فحوصات الرنين المغناطيسي أظهرت أن الجزء المنزلق من القرص (المنفتق) يميل إلى أن يصبح أصغر أي يتراجع مع مرور الوقت. وفي معظم الحالات الأعراض تميل إلى أن تخف ، وتختفي في كثير من الحالات. إلا أنه في نحو 1 من 10 حالات الألم يبقى سيئا بما فيه الكفاية حتى بعد ستة أسابيع مما قد يتطلب إجراء الجراحة .

هل هناك حاجة إلى فحوص معينة؟
التشخيص يعتمد على الأعراض والفحوص التي يجريها الطبيب. وفي معظم الحالات ، لا حاجة إلى إجراء فحوص شعاعية عندما تكون الأعراض لفترة قصيرة. الفحوص الشعاعية ينصح بها إذا استمرت الأعراض طويلاً ( اكثر من 6 اسابيع). التصوير بالرنين المغناطيسي بشكل خاص يمكن أن يظهر موقع وحجم القرص المنفتق ودرجة الضغط على العصب. وهذه المعلومات ضرورية إذا كان هناك احتمال للجوء إلى العمل الجراحي.

ما هي العلاجات المتاحة؟

– ممارسة الرياضة:
والمواظبة عليها مع مواصلة الأنشطة العادية إلى أقصى حد ممكن. هذا قد لا يكون ممكنا في البداية إذا كان الألم سيئاً للغاية. ولكن يجب مواصلة النشاطات بعد ذلك في أقرب وقت ممكن. وكقاعدة عامة ، لا تفعل أي شيء يمكن أن يسبب الكثير من الألم. ومع ذلك ، فإن عليك أن تقبل الشعور ببعض الانزعاج عندما تحاول أن تبقي على نشاطاتك. وضع هدف جديد كل يوم قد يكون فكرة جيدة. على سبيل المثال ، المشي حول المنزل يومياً ، السير على الأقدام إلى محلات تجارية قريبة ، الخ. في الماضي ، كان ينصح بالراحة التامة حتى يخف الألم. ومن المعروف الآن أن هذا خطأ. حيث أن التعافي بسرعة أكبر يتطلب مواصلة النشاط ولو كانت هناك آلام في الظهر بدلا من الراحة التامة. أيضا ، والنوم في وضع مريح أكثر على سطح مريح ومناسب. (المشورة المقدمة في الماضي كانت النوم على فراش قاسي ، ولكن لا يوجد دليل على أن اي نوع فراش هو أفضل من نوع آخر بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر.

– العلاج الدوائي:
إذا كنت بحاجة الى المسكنات ، فمن الأفضل أن تأخذها بشكل منتظم. وكلما أخذت بانتظام فالألم أكثر قابلية للتراجع لفترة طويلة من الوقت مما يمكن من ممارسة الرياضة والحفاظ على النشاط . الباراسيتامول غالبا يكفي عندما يأخذ بانتظام . بالنسبة لشخص بالغ ، الجرعة1000 ملغ أي حبتين عيار500 أربع مرات في اليوم.
مسكنات الألم المضادة للالتهاب وجد أنها أفضل من الباراسيتامول.وهي تشمل الايبوبروفين والتي يمكنك شراءه من الصيدليات. و أنواع أخرى مثل ديكلوفيناك أو نابروكسين . بعض الناس الذين يعانون من الربو ، ارتفاع ضغط الدم، والفشل الكلوي ، أو قصور القلب لا يجوز لهم تناول تلك الأدوية المضادة للالتهابات حيث تكون ضارة بالنسبة لهم . مسكنات الألم القوية مثل الكودائين هي الخيارالاخر إذا كانت مضادات الالتهاب لا تناسب أولاتعمل بشكل جيد. وغالبا ما يؤخذ الكودائين مع الباراسيتامول. الإمساك هو من الآثار الجانبية للكودائين. وهذا قد يجعل الألم أسوأ بسبب التردد المستمر إلى المرحاض والحاجة إلى المزيد من الجهد لمقاومة الإمساك ، و يمكن التخلص من الإمساك عن طريق شرب السوائل وأكل الأطعمة الغنية بالألياف. مرخيات العضلات مثل الديازيبام قد يوصف أحيانا لبضعة أيام عندماتصبح عضلات الظهر متوترة للغاية وتجعل الألم أسوأ.

– العلاج الفيزيائي:
بعض الناس يذهبون لأخصائي العلاج الفيزيائي ، أو الطب البديل .ولكن من غير المؤكد اذا كان العلاج الفيزيائي من شأنه أن يساعد جميع الأشخاص الذين لديهم فتق نواة لبية. ومع ذلك ، فالعلاجات الفيزيائية يمكنها توفير بعض الراحة على الأمد القصير بل والتماثل للشفاء في بعض الحالات.

– الجراحة:
قد تكون الجراحة خيارا في بعض الحالات. وكقاعدة عامة ، يمكن التفكير بالعملية الجراحية إذا لم تزول الأعراض بعد نحو ستة أسابيع أو أكثر من ذلك. وهذه من الحالات القليلة حيث أنه في 9 من أصل 10من الحالات قد تخف الأعراض أو تزول في غضون ستة أسابيع بما لا يبرر ولا يستدعي اللجوء للجراحة. والهدف من الجراحة هو ازالة الجزء المنفتق من القرص والتخفيف من الضغط على العصب. وهذا يخفف كثيرا الأعراض. ومع ذلك ، فقد لا تساعد في كل حالة. وأيضا ، كما هو الحال مع جميع العمليات ، هناك خطر من الجراحة. ويجب تبيان مزايا وعيوب العملية الجراحية ، والطرق والتقنيات المختلفة التي تكون متاحة.
وبشكل عام فان الجراحة المجهرية ( باستعمال المجهر الجراحي) يعتبر العلاج الان الشائع والمقبول ويتم باجراء جرح صغير وتبعيد بسيط للعضلات واستئصال كمية اقل من المفصل الخلفي للوصول الى الجزء المنفتق من الديسك. وتستغرق العملية اقل من ساعتين ويمكن للمريض ان يخرج من المشفى خلال يوم او يومين. نسبة الخطورة حوالي 2-3% وتشمل حدوث التهاب للجرح او للديسك المتبقي، حدوث نزيف، تجمع للسوائل، او حدوث اذية للعصب (نادرة) وهناك نسبة 5-10% لاحتمال حدوث انفتاق ثاني (ناكس) في نفس الغضروف او غيره في المستقبل.

المصدر/ خـاص بالصحة نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى