الأمراض الجراحية

رضوض الرأس

رضوض الرأس

مشكلة شائعة وتحدث نتيجة عوامل عديدة

مثل السقوط ، حوادث السير ، أو المشاجرات وتصيب كل الأعمار وخاصة الأطفال . وتعتبر رضوض الرأس الشديدة من أكبر الأسباب المسببة للإعاقات الدائمة عند الصغار والكبار وتحتاج إلى رعاية طبية وتأهيلية خاصة من أجل تخفيف نسبة الإعاقة.

ما هي أنواع رضوض الرأس؟
تقسم رضوض الرأس حسب سببها إلى رضوض مغلقة ( بدون جرح او ثقب مفتوح في الجمجمة) أو رضوض مفتوحة او نافذة ( تنجم عادة عن طلقات نارية أو دخول أجسام حادة بشدة للجمجمة) .
كلا النوعين قد يسبب أذية دماغية تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة والشديدة .

ماذا يحدث بعد الرض أو الضربة ؟
• الاذيات الاولية
• الاذيات الثانوية
تؤدي الضربة على الرأس إلى عدة أذيات في فروة الرأس مثل تكدم الفروة أو جرحها ، وفي الجمجمة تحدث كسورا خطية أو غائرة ( نافذة ) أو متفتتة أو كسر في قاعدة الجمجمة ، هذه الأذيات تعتبر سطحية أما الأذيات العميقة فهي التي تحدث داخل الجمجمة حيث قد تسبب نزوفا في أماكن مختلفة داخل المخ أو بين المخ وغشاء السحايا ( نزف تحت السحايا أو الجافية وهي الطبقة الأساسية من السحايا ) ، أو بين غشاء السحايا والجمجمة ( نزف فوق الجافية ) وقد تسبب الأذيات الشديدة تكدم أو حتى تمزق في نسيج المخ . هذه الأذيات جميعا تسمى الأذيات الأولية التي تحدث وقت الإصابة مباشرة .
بعدها بدقائق أو ساعات أو أيام يحدث ما يسمى بالأذيات الثانوية أو اللاحقة وخاصة بعد أذيات الرأس المتوسطة والشديدة .أخطر هذه الأذيات الثانوية هي تورم المخ أو انتفاخه مكان الإصابة أو حولها مما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل المخ والتسبب بنقص الدم والأكسجين للمخ . من الأذيات الثانوية أيضا هو انخفاض ضغط الدم أو نقص الأكسجين للمخ الناجم عن أذيات أخرى في الجسم كالرئة أو البطن او الكسور …. إلخ .
هذه الأذيات الثانوية تسبب المزيد من الأذية الدماغية والإعاقة ومعالجتها أو منعها من قبل الأطباء يعتبر مهما وأساسيا في تدبير رضوض الرأس.

ما هي درجات رضوض الرأس؟
تنقسم رضوض الرأس حسب شدتها وأعراضها إلى رضوض خفيفة ومتوسطة وشديدة.

1 – الرضوض الخفيفة:
بعد سقوط أو ارتطام خفيف خاصة عند الأطفال ، يسبب هذا الرض صداع أو دوخة أو إقياء أو فقد وعي مؤقت وقصير أو حدوث تشنجات ( خاصة عند الأطفال ) أو حدوث فقد ذاكرة مؤقت للحادث ( أو مايسمى ارتجاج المخ ) ، عادة ما تكون صورة الطبقي المحوري طبيعية او قد تظهر كسر في الجمجمة أو نزف خفيف في المخ .

2 – الرضوض المتوسطة:
تنجم عن حوادث السير او مشاجرات أو سقوط من عالي وتسبب هذه الرضوض فقد وعي أطول وهيجان وإقياءات وصداع شديد وقد يحدث شلل او أذية عصبية . عادة ما تظهر صورة الطبقي المحوري وجود تكدم او نزف في المخ مع وجود كسر أو بدونه .

3- الرضوض الشديدة:
تنجم عن حوادث السير الشديدة وتؤدي إلى حدوث سبات ( فقدان وعي ) كامل وعلامات عصبية لارتفاع الضغط داخل المخ . صورة الطبقي المحوري هنا تظهر أماكن نزوف مختلفة في المخ مع تورم وعلامات ارتفاع للضغط داخل المخ .هذه الرضوض مميتة بنسبة 30 % وتحتاج إلى علاج مركز في العناية الحرجة.

كيف تتم معالجة رضوض الرأس؟

1 – الرضوض الخفيفة :
هي أشيع إصابات الرأس ( 75 – 80 % ) ، أغلب هذه الرضوض لا تحتاج إلى شئ وقد يقرر طبيب الإسعاف إبقاء المريض في المشفى للمراقبة أو طلب تصوير طبقي محوري خاصة عند وجود غياب قصير للوعي او الذاكرة وصداع مستمر او إقياءات مستمرة او تشنجات للتأكد من عدم وجود كسر في الجمجمة أو نزف داخل الجمجمة ( فوق الجافية أو في المخ ) أو وجود تكدم صغير .

علاج كسور الجمجمة :
– الكسور الخطية لا تحتاج إلى أي شئ.
– الكسور الغائرة بدون جرح لا تحتاج إلى علاج جراحي إلا لأسباب تجميلية.
– الكسور الغائرة المفتوحة ( مع جرح ) فتحتاج إلى جراحة لتنظيفها وإزالة الأجسام الأجنبية كالشعر والتراب … من داخل الجرح لمنع حدوث التهابات جرثومية مكان الإصابة.
– كسور قاعدة الجمجمة : تؤدي إلى خروج الدم أو السائل الدماغي الشوكي من الأنف أو الأذن حسب مكان الكسر . في أغلب الحالات خروج الدم أو السائل الدماغي الشوكي يكون مؤقتا او يتوقف بعد عدة أيام. إذا استمر خروج السائل أكثر من أسبوع – عشرة أيام فإن المريض يحتاج إلى علاج جراحي بالمنظار أو بفتح الجمجمة لإيقاف السائل ومنع حدوث التهاب سحايا او دماغ ، هذا الالتهاب يحدث نتيجة دخول الجراثيم إلى منطقة الكسر الذي يكون مفتوحا على السحايا والدماغ.

– النزف فوق الجافية والفرصة الذهبية :
هذه حالة خاصة ومهمة في رضوض الرأس تحدث بعد رض متوسط الشدة على الرأس عادة على عظم الجمجمة الجانبي (الصدغي) حيث يؤدي هذا الرض إلى كسر في الجمجمة وتمزق لأحد الشرايين السحائية القريبة من الكسر وحدوث النزف بين السحايا وعظم الجمجمة.
عادة ما يشكو المريض من فقد وعي مؤقت وقصير ثم يكون واعي تماما وقد يشكو من صداع خفيف أو دوخة وبعد مدة قصيرة قد تكون نصف ساعة أو عدة ساعات وهي المدة التي يكبر فيها النزف ليصل إلى حجم كبير مسببا ضغط كبير على المخ والتسبب بحدوث صداع شديد وإقياءات ثم فقد كامل للوعي وحتى الوفاة إذا لم يجرى عمل جراحي إسعافي لهذا المريض ، هذا النزف هو أحد أهم الأسباب التي تجعلنا كأطباء نراقب المرضى برضوض خفيفة داخل المشفى لكشف وجود أو تطور هذا النزف . العمل الجراحي المبكر يؤدي إلى شفاء كامل للمريض أما التأخر فيؤدي إلى عقابيل خطيرة أو الوفاة .

2- الرضوض المتوسطة :
هذه الرضوض تحتاج إلى تنويم في المشفى لعلاج النزوف (جراحيا أو بالمراقبة حسب حجمها) وعلاج التهيجات والتشنجات (الصرع) وتورم المخ . عند تدهور وضع المريض وحدوث فقد للوعي أو غيبوبة فإن المريض يحتاج إلى نقله إلى العناية المشددة وعلاجه كحالة الرضوض الشديدة.

3 – الرضوض الشديدة :
هذه الرضوض تحتاج إلى علاج في العناية المشددة (الحرجة) العصبية مع تنويم كامل للمريض ووضعه على جهاز التنفس الاصطناعي والمراقبة الحيوية المشددة (النبض ، الضغط …. ) إضافة إلى ذلك يحتاج المريض احيانا إلى مراقبة للضغط داخل الجمجمة ( ICP ) عن طريق إدخال قثطرة صغيرة داخل المخ ، ويعتبر الحفاظ على هذا الضغط ضمن حدوده الطبيعية مهما للحفاظ على حياة المريض والتقليل من احتمال حدوث أذية دماغية شديدة .يتم الحفاظ على هذا الضغط بطرق دوائية أو جراحية ( استئصال الخثرة أو النزف ، أو استئصال جزء من الجمجمة … ) .

كيف تكون حالة المريض بعد الشفاء من الإصابة ؟
هذا يعتمد على شدة الإصابة فيما إذا كانت خفيفة ، متوسطة أو شديدة .

1 – رضوض الرأس الخفيفة والارتجاج :
يعود أغلب المرضى إلى حالتهم الطبيعية بعد الإصابة غير أن بعض المرضى قد يعاني من اعراض مايعرف بحالة ما بعد ارتجاج المخ وهذه الحالة تزول عادة بعد عدة أسابيع . يعاني المصابون من هذه الحالة من صداع وإحساس بالدوخة أو ضعف في التركيز أو التحسس في الضوء ، ضعف في الذاكرة ، تعب عام ، توتر أو صعوبة في حل المسائل المعقدة . قد تطول هذه الحالة إلى عدة أشهر عند بعض المرضى وقد تحتاج إلى علاجات نفسية تخصصية .

2 – رضوض الرأس المتوسطة :
يعاني أغلب المرضى هنا من بعض المشاكل العصبية حسب مكان الإصابة ( ضعف عضلي ، رؤية … ) إضافة إلى أعراض شبيهة بحالة ما بعد الارتجاج ولكن لمدة أطول والتحسن هنا قد يأخد 6 – 9 أشهر .

3- رضوض الرأس الشديدة :
حدث في السنوات العشرين الأخيرة تحسن ملحوظ في نتائج وانذار هذه الإصابات خاصة بعد التطور الكبير في العناية الحرجة واستعمال الأجهزة الحديثة لقياس الضغط داخل المخ والتروية الدموية للمخ ….الخ. و رغم ذلك فإن حوالي 20 – 30 % من المرضى يموتون نتيجة الإصابة الشديدة وعدم الاستجابة للعلاج و 30 % تحدث لديهم إعاقات عصبية شديدة و 30 – 40 % يحدث لديهم تحسن جيد وقد يعودوا لعملهم أو حياتهم بشكل شبه طبيعي . هذا التحسن يأخد حوالي 1 – 2 سنة ويحتاج خلالها المريض إلى إعادة تأهيل وعلاج فيزيائي مستمر .

المصدر/ خـاص بالصحة نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى