أين تقع اللثة وما هي وظيفتها؟
تغطي اللثة تقريبا ثلثي طول الأسنان( الجذر والعنق) داخل تجويف الفم حيث يقع كل سن في تجويف عظمي و يثبت بإحكام بواسطة ألياف تصل الجذر بالنسيج العظمي المحيط به . تساعد اللثة في الحفاظ على ثبات الأسنان عن طريق الأربطة وبالتالي تساعد في سلاسة عملية الأكل من دون ألم أو انزعاج. نحن نلاحظ انحسار اللثة عن الأسنان لدى المتقدمين في السن وبالتالي نرى وكأن أسنانهم تمادت في الطول. إلا ان هذا يمكن تجنبه بواسطة العناية باللثة لكي تبقى الأسنان ثابتة في الفم حتى لو تقدم العمر.
ما هي الأسباب المؤدية لأمراض اللثة؟
يعتبر الجير من أهم الأسباب المؤدية لأمراض اللثة . والجير هو عبارة عن ترسبات بيضاء تتجمع حول الأسنان وهي مليئة بالجراثيم التي تصدر سموما تعمل بدورها على إثارة اللثة والتهابها. هذه الطبقة من الترسبات تبقى كما هي إذا لم تتم إزالتها عن طريق تنظيف الأسنان بالشكل الصحيح والمثابرة على ذلك بانتظام. ومع مرور الأيام تفقد اللثة متانتها عند عنق الأسنان مما ين يؤدي إلى تشكل فراغ بينهما يدعى بالجيب السني وبالتالي يتجمع الجير في هذه الجيوب وتأخذ أمراض اللثة هنا منحى آخر.
ما هي أعراض أمراض اللثة ؟
هنالك نوعان رئيسيان لأمراض اللثة :
• التهاب اللثة وهو يصيب الجزء الواقع حول عنق السن.
• التهاب ما حول السن وهو يصيب الأربطة التي تربط السن بعظم الفكين.
في الحالة الأولى (التهاب اللثة) تصبح اللثة عرضة للنزيف وأحيانا يشعر المصاب بالألم . وقد تتورم أيضا وتنزف دماً إذا تعرضت لضغط خفيف. وإذا اقتضم المرء طعاما صلبا بعض الشيء كالتفاحة مثلاً فقد يتسبب ذلك بالنزيف.
أما في الحالة الثانية (التهاب ما حول السن) فتصبح الجيوب السنية العميقة أكثر رخاوة بسبب فقدان النسيج العظمي الذي ينبت الأسنان في مكانها. وقد تصدر رائحة كريهة من الفم بسبب تحلل بعض الأنسجة اللثوية من جراء تطور هذا المرض وتعفن بعض بقايا الطعام العالقة بين الأسنان. تعلق بقايا الطعام بين الأسنان وفي الجيوب ويسبب هذا الحرج وعدم الراحة. وقد ينتج عن ذلك القيح عندما تفقد الأسنان ثباتها وتصبح عملية مضغ الأطعمة القاسية أمراً صعباً ومؤلماً. وقد تسبب الأسنان المتقلقلة تغيراً في مظهر الوجه وخصوصا إذا كان الأمر متعلقا بالأسنان الأمامية.
ما هو الطرطر (قلح الأسنان) ؟
الحصى ( أو القلح أو الطرطر) هو عبارة عن الجير الذي يتصلّب بسبب وجود المعادن في اللعاب وهو شبيه بالصدأ المترسب في سخان الماء الكهربا ني . وهذا التطور الحصوي يؤدي إلى إلحاق أضرار مضاعفة باللثة. كذلك يصعب تنظيفه أو إزالته بالوسائل العادية .
ما هي الأمور التي ينبغي ملاحظتها ؟
تذكر أن التهاب اللثة لا يكون بالضرورة مؤلماً. وقد يكون النزيف أول أعراضه. وقد يتطور التهاب ما حول السن من دون ملاحظته.
ماذا يمكنني فعله ؟
يمكنك الحد من المخاطر عن طريق تنظيف الأسنان بشكل صحيح و منتظم. عليك أيضا المثابرة على زيارة طبيب الأسنان. إن جلسة بسيطة لتنظيف الأسنان في العيادة و ما يليها من تنظيف الأسنان في المنزل غالبا ما توقف تطور مرض التهاب اللثة نهائيا. إلا أن معالجة التهاب ما حول السن تكون غالبا أعقد من معالجة التهاب اللثة. فقد تتضمن تنظيف جذور الأسنان وإزالة الأنسجة المهترئة جراحيا أحيانا وعليه، فإنه من المهم جداً المحافظة على مستوى عال من نظافة الفم وذلك بتخصيص وقت معين للتأكد من نظافة اللثة والأسنان يوميا واستخدام الخيط لتنظيف ما بين الأسنان بشكل جيد ( يمكنك سؤال الطبيب لتعلم الطريقة المثلى لاستخدام الخيط). تذكر أن نزيف اللفة قد يزداد في المرحلة الأولى من التنظيف الفعال وخلال أيام قليلة يتوقف النزيف بعد إزالة الجير بشكل منتظم.
هل تختلف نسبة خطورة الإصابة بأمراض اللثة باختلاف الأشخاص؟
هناك اختلاف فيما يتعلق بنسبة خطورة الإصابة بأمراض اللثة بين شخص وآخر. ترتفع نسبة خطورة الإصابة بالمرض خاصة لدى الأشخاص المدخنين للتبغ لأن التدخين يبطئ عملية الشفاء. وعليه ، فإذا أصاب المرض شخصا مدخنا في الأصل فانه يتطور بشكل أسرع ويصبح أكثر خطورة مقارنة بغير المدخنين.
لدى بعض الناس قابلية لاستقطاب ترسبات الجير أكثر من غيرهم، مثلا الأشخاص الذين فقدوا أسنانهم و عوضوها باستخدام طقم (بدلة أسنان أو مجموعة أسنان صناعية) أو جسر اصطناعي حيث يصبح من السهولة بمكان ترسب بقايا الطعام والجير حولها.
لدى بعض الناس لثة أكثر عرضة للجير من غيرهم، مثلا:
• الأشخاص المصابون بأمراض معينة تزيد من تعرض اللثة للالتهاب أو العدوى ( السكري أو نقص المناعة مثلاً).
• بعض الأدوية التي تؤدي إلى تضخم اللثة كعارض جانبي سببه تفاعل العقار مع الجير ( دواء الابانوتين مثلاً).
• قد تؤثر التغيرات الهرمونية لدى النساء على اللثة أيضا ( في حالات الحمل أو في مرحلة البلوغ أو سن اليأس).
المصدر/ خاص سيتامول