الصحة العامة

تـعــامــل بـحـــذر مــع مـشـاكــل الـقـصــور الـكـلــوي

نـصـائــح طـبـيــة لـحـمــايــة الـكـلـيـتـيــن

يعاني كبار السن من الرجال ضعف وظائف الكلى الطبيعية، ومع هذا ينبغي عليهم عدم الشعور بأن هذه الحالة قد تصبح تهديدا صحيا خطيرا.

إن الأعراض التي تصاحب مرض الكلى المزمن هي تضاؤل قدرة الكليتين – ووظيفتهما تنقية الدم والمساعدة في إدرار البول – على تنقية السموم من الدم وإفرازها في البول.

ورغم أن نصف البالغين ممن تتخطى أعمارهم 75 عاما في الولايات المتحدة ربما يعانون انخفاضا في أداء وظائف الكلى الطبيعية عن المستوى الطبيعي، فإن معظمهم لن يشعر بأي آثار مرضية لهذا الضعف إطلاقا. وعندما يتعلق الأمر بالرجال الذين يعانون من القصور الكلوي، فإنه توجد خطوات معينة تساعد على إبطاء أو منع تدهور الحالة الصحية للكليتين.

تقول الدكتورة ميلاني هونيغ، أستاذة الطب المساعد بمركز «جوسلين» للسكري التابع لجامعة هارفارد: «يبدو أن وظائف الكلى تضعف تدريجيا مع التقدم في السن لدى بعض الناس، ولكن هذا لا يسبب بالضرورة أي مشكلة إلا إذا كنت تعاني من أمراض صحية أخرى».

الأسباب تقوم الكلية السليمة بوظيفتها عبر تنقية نحو 200 كوارت (الكوارت الأميركي للسوائل هو ربع غالون للسوائل ويقابل 0.9464 لتر تقريبا) من الدم كل يوم وتنقية الجسم من الفضلات والمياه الزائدة وبعض المواد الكيميائية. وإذا كانت الكلى لا تقوم بهذه الوظائف بشكل متوازن، فإنك قد تصاب بالتسمم تدريجيا.

وتبقى لدى الكلى قدرة فائقة على القيام بوظائفها تحت أي ظروف صحية طارئة، مثل انخفاض ضغط الدم، حتى إن الأنابيب الصغيرة في الكلى التي تعمل على تنقية الدم، والتي تسمى «الكبيبات» (Glomeruli)، تؤقلم نفسها لأداء وظائفها بطرق مختلفة.

وفي حالة وجود أزمة صحية خطيرة، قد تقوم الكلى بإغلاق نفسها تماما كحركة دفاعية للحفاظ على بقاء السوائل في الجسم. وهذا ما يسمى بالإصابة الحادة في الكلى، وكثيرا ما تحدث هذا الحالة لأشخاص أثناء فترة الاستشفاء.

يضر كل من التدخين والإفراط في تناول الكحول وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم (السكري) بالكلى، ويمكن أن يؤدي إلى أمراض الكلى المزمنة.

أما إذا كنت تتبنى نمط حياة صحيا لقلبك (من حيث ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي نباتي مغذ) فإن هذا من شأنه أن يساعد على حماية كليتيك.

* ضعف الكلى

* كيف تضعف وظائف الكلى الطبيعية؟ تقوم الكلى السليمة بتنقية الفضلات من الدم بمعدل 90 مليلترا في الدقيقة الواحدة أو أكثر. وهذا ما يعرف باسم «معدل الترشيح الكبيبي» (Glomerular Filtration Rate – GFR) وتشهد وظائف الكلى لدى العديد من الرجال قصورا مع مرور الوقت، ولكن لن تشعر في البداية بتأثير هذا القصور الكلوي إلى أن تضعف وظائف الكلى الطبيعية بشكل حاد للغاية.

وتقول الدكتورة هونيغ: «ستظل تشعر بأنك في حالة صحية جيدة إلى أن تتوقف وظائف كليتيك عن العمل تقريبا، مما يعني أنه بإمكانك أن تعيش حياتك بصورة طبيعية في ظل معاناتك من هذا الضعف والقصور».

ومن ناحية أخرى، فإن عدم وجود إنذار مبكر لأعراض القصور الكلوي يحرمك فرصة إبطاء معدل القصور والضعف. وتضيف هونيغ: «لا يبدأ معظم الناس في الشعور بتردي حالتهم الصحية بشكل حقيقي إلى أن يصبح مستوى وظائف الكلى أقل من 10 في المائة».

*  كيف يتم قياس معدل القصور الكلوي؟ قد يطلب الطبيب منك القيام بفحص مستوى بروتين يعرف باسم «الكرياتينين» creatinine باعتباره جزءا من اختبارات الدم القياسية التي توفر تقييما واضحا لوظائف الكلى.

يعتبر الكرياتينين أحد العناصر التي تنقيها الكلى من الدم. وإذا كان هناك أي قصور في وظائف الكلى، يرتفع مستوى الكرياتينين. ويستخدم مستوى الكرياتينين لحساب معدل الترشيح الكبيبي وتقييم مستوى وظائف الكلى. وغالبا ما تكون هذه الاختبارات تقديرية في المقام الأول؛ لأن الأساليب التي يستخدمها الأطباء ليست دقيقة، لا سيما عندما تقترب وظائف الكلى من المستوى الطبيعي.

ومع تنوع مستويات ضعف وظائف الكلى، عادة ما يمر من يعانون هذا القصور بمشاكل صحية مشابهة. وحتى إذا كانت حالة الشخص قد وصلت إلى مرحلة معينة من ضعف وظائف الكلى، ربما تكون حالة ذلك الضعف مستقرة ولا تتدهور مطلقا إلى المرحلة التالية. فإذا كان هناك قصور في وظائف كليتيك مع استقرار حالتها، فقد لا تحتاج لاستشارة الطبيب حول هذا الأمر، بالنظر إلى كونك تعيش حياة طبيعية وتنعم بصحة جيدة. تقول الدكتورة هونيغ: «إذا كان معدل الترشيح الكبيبي آخذا في الانخفاض ووصل بالفعل إلى أدنى من 50.. أعتقد أنه من المناسب زيارة طبيب الكلى، ليس لأي سبب آخر سوى أن تكون مطلعا على تقدم حالتك».

* ارتفاع ضغط الدم

*  يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إحداث شقوق صغيرة في بطانة الشرايين، وهو ما يوفر أرضا خصبة لتراكم الترسبات الدهنية التي تعيق تدفق الدم. ومع ضيق الشرايين التي تمد الكليتين بالدم، يقوم الجسم بإنتاج هرمون الرينين renin، وهو الهرمون الذي يؤدي إلى تضيق الشرايين الصغيرة بصورة أكبر. وهذا بدوره يتسبب في تفاقم ارتفاع ضغط الدم، مما يسبب مزيدا من الأضرار للكلى. ومع مرور الوقت، يمكن أن تؤدي عملية إعاقة تدفق الدم إلى إتلاف أو تدمير الكليونات أو الوحدات الكلوية (Nephrons)، وهي وحدات صغيرة للترشيح والتنقية داخل الكليتين.

* حماية الكليتين

*  إذا ما بدأ الرجال يشعرون بضعف وظائف الكلى لديهم، فبإمكانهم معالجتها. وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتباعها:

– يجب الحفاظ على بقاء مستوى ضغط الدم ونسبة السكر في الدم في حدود المعدلات الطبيعي. وهذا سيساعد على إبطاء تدهور وظائف الكلى. حاول إبقاء ضغط الدم عند مستوى أقل من 130-80 ملم زئبق.

–  يجب العمل على خفض نسبة الكولسترول. وتناول أدوية الستاتين التي تؤدي لخفض الكولسترول «الضار» (LDL) ربما يساعد على حماية الكليتين. كذلك، يكون الأفراد الذين لديهم ضعف في وظائف الكلى الطبيعية معرضين بنسبة أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وبالتالي يعد الحد من عوامل الخطورة التي تهدد القلب أمرا مهما.

– يجب الاهتمام بتناول الأدوية. يمكن لأنواع معينة من الأدوية أن تحمي كليتيك. وغالبا ما يوصي الأطباء في حالة ضعف وظائف الكلى باللجوء إلى مثبطات «إيه سي إي» (ACE inhibitors) التي توصف عادة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، أو مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (Angiotensin – receptor Blockers – ARBs). يمكن أن تخفف هذه العقاقير أو غيرها من الضغط على مرشحات الكلية وتحول دون حدوث أي ضرر إضافي بالكلية.

–  من الضروري الحد من تناول البروتينات. إن تناول مقدار مبالغ فيه من البروتين يمكن أن يجهد الكلى الضعيفة. حاول تقليص مقدار البروتين الذي تتناوله يوميا بحيث لا يزيد على غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم. ويمكن أن تساعد استشارة اختصاصي تغذية في تحديد وجبات طعام آمنة بالنسبة لمن لديهم قصور كلوي.

–  من الضروري استخدام «مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية (Nonsteroidal anti – inflammatory drugs – NSAIDs) بشيء من الحذر؛ إذ تؤثر هذه العقاقير، مثل «الإيبوبروفين» (Ibuprofen) و«النابروكسين» (Naproxen) على وظائف الكلى. وإذا ما تم تناولها في حالة نضوب السوائل في الجسم، فقد تؤدي إلى إغلاق الكلى، وربما إلى الإدخال إلى المستشفى لتلقي العلاج. اشرب كميات كبيرة من الماء عند استخدام مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية. ومع تدهور وظائف الكلى، ربما تكون بحاجة إلى خفض جرعات الأدوية الأخرى لمنع حدوث أي ضرر للكلى، بما في ذلك المضادات الحيوية وأدوية مرض السكري وبعض أدوية القلب.

المصدر / الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى