اختيار الحمية المناسبة يساعد في إنقاص الوزن.
إذا ما اتبعت حمية غذائية لفترة ما دون الحصول على أي نتيجة تذكر، فلا تبتئس فربما لا تكون هذه هي الحمية الملائمة لك، فلا تفقد حماسك ولا تلوم نفسك كثيراً لأن ما نجح مع غيرك فشل معك،
حاول وجرب حمية أخرى. هذه هي النصيحة التي قدمتها جامعة هارفارد مؤخراً في رسالتها الإخبارية للأشخاص الذين يعانون الوزن الزائد أو البدانة.
وفي محاولة لمساعدة الأشخاص على الاختيار بين الحميات الغذائية المختلفة تقدم هارفارد عرضا لبعض هذه الحميات مثل الحمية قليلة الدهون كتلك التي تعرف بـ Ornish and Paritikin diets والحمية قليلة العناصر الكربوهيدراتية مثل Atkins and South Beach وتلك الحمية الخاصة بنظام البحر الأبيض المتوسط والتي تشتمل على الكثير من الفوائد الصحية.
والحقيقة أنه عندما نتحدث عن إنقاص الوزن فإن الأساس هو تقليل السعرات الحرارية في الطعام الذي نتناوله وليس يهم كثيراً ما إذا كانت هذه السعرات تأتي من قطعة لحم أو رغيف خبز أو خضروات.
ففي دراسة سابقة للباحثين بهارفارد نشرت عام 2009 في جريدة نيو إنجلاند الطبية قام الباحثون بمقارنة أربعة نظم غذائية لإنقاص الوزن لـ 811 شخصا بالغا يعانون زيادة الوزن، و بالرغم من أن جميع المشاركين تخلصوا من 13 رطلا في المتوسط خلال الستة أشهر الأولي (وهو ما يماثل حوالي 7% من وزنهم الحقيقي) إلا أنهم بدأوا في استعادة بعض من أوزانهم في العام الأول، بعد عامين كان متوسط إنقاص الوزن واحداً بين كل المجموعة.
وقد اقترحت دراسة سابقة نشرت في جريدة الجمعية الطبية الأمريكية أن الفرق يحدث وفق مدى التزام الشخص بالحمية التي اختارها. في هذه الدراسة طلب من الأشخاص البدناء اتباع واحدة من الحميات التالية (Atkins diet, the Ornish diet, Weight Watchers or the Zone diet) .
وبعد عام خرج ما يقرب من نصف أفراد العينة من الدراسة، ولكن الأشخاص الذين استمروا في المشاركة فقدوا نفس المقدار من أوزانهم (5 إلى 6 أرطال لكل منهم في المتوسط). وقد لاحظ الباحثون أن معظم من خرجوا من الدراسة ولم يستطيعوا المتابعة كانوا من المجموعة التي اتبعت حمية Atkins و Ornish, مما ينبئ بأن كثيرا من الأشخاص يجدون تلك النظم متطرفة في شدتها. ولكن بالنسبة للبعض الآخر الالتزام بخطة صارمة قد يكون الحل الذي يساعد على التخلص من الوزن الزائد.
وينصح الخبراء الأشخاص بالالتزام بنسب السعرات الحرارية من المواد الغذائية الرئيسية وفقا للتوصيات الفيدرالية الرسمية وهي كالآتي:
• البروتين: 10 إلى 35%
• الكربوهيدرات: 45 إلى 65%
• الدهون: 20 إلى 35%
ومن الملاحظ أن الحمية التي تتكون من كربوهيدرات أقل من 45% وأكثر من 35% دهون يصعب اتباعها. كما أنها لا تأتي بالنتيجة المرجوة. وقد تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب ويكون لها تأثير سلبي على مزاج الشخص كما تقول دراسات سابقة.
ومن هنا تقدم هارفارد محاولة لتحليل ومقارنة ثلاث نظم غذائية:
1- الحمية قليلة الدهون, والتي تتصف بسوء المذاق وعدم الإشباع
وعلى من يتبعون حمية قليلة الدهون عليهم إدراك حقيقة أن بعض الدهون الصحية تساعد في إنقاص الوزن كما أن بعض الدهون تكون مفيدة لصحة القلب. لهذا فإنقاص هذه الدهون في طعامنا يمكن أن يتسبب في مشاكل صحية عديدة.
حيث إن الدهون تحتوي على 9 سعرات حرارية في كل غرام بينما تحتوي الكربوهيدرات على 4 سعرات , يمكنك نظرياً أن تضاعف من كميات الطعام الذي تتناوله دون زيادة سعرات الحرارة الداخلة للجسم وذلك بتقليل الأطعمة الغنية بالدهون وتناول المزيد من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل الفواكه والخضروات الغنية بالمياه. إلا أن هذه الحمية تبدو أقل إشباعاً ومذاقاً بالمقارنة بالحميات الأخرى مما يضعف من جاذبيتها على المدى البعيد.
2- الحمية قليلة العناصر الكربوهيدراتية:
وينتج عنها إنقاص سريع في الوزن ولكن مع ظهور مشاكل صحية على المدى البعيد، وتعتمد هذه الاستراتيجية على حقيقة بيولوجية تقول إن تناول الكثير من المواد الكربوهيدراتية يرفع من مستوى السكر بالدم وهو الأمر الذي يثير تدفق الأنسولين من البنكرياس. وتقول النظرية إن ارتفاع مستوى الأنسولين يزيد من الشعور بالجوع. وبالتالي الأشخاص الذين يتناولون الكثير من الكربوهيدرات يأخذون مزيدا من السعرات الحرارية ويكتسبون الكثير من الوزن.
وتتسبب الحمية قليلة العناصر الكربوهيدراتية في إحداث الجفاف وذلك لأن الجسم يستعين بمخزونه من المواد الكربوهيدراتية في الكبد وأنسجة العضلات لتعويض النقص في هذه المواد في الطعام الداخل إليه. في هذه العملية يتخلص الجسم كذلك من الماء مما يعني أن النقص في الوزن يكون هو وزن الماء من الجسم. النتيجة هو تخلص سريع من الوزن ولكن بعد بضعة أشهر يتراجع هذا النقص في الوزن ثم يبدأ الجسم في استرجاع ما فقد من وزن كما يحدث مع الحميات الغذائية الأخرى.
وتحذر جمعية القلب الأمريكية من اتباع حمية Atkins لأنها غنية بالدهون المشبعة والبروتين والتي تكون ضارة على صحة القلب والكلى والعظام. كما أن عدم احتوائها على كميات كافية من الفواكه والخضروات يثير حفيظة خبراء الصحة لما لهذه الأطعمة من فوائد كبيرة في تقليل مخاطر الإصابة بالسكتة والعته وبعض أنواع السرطان.
3- حمية حوض البحر المتوسط:
وتشتمل على دهون صحية وكربوهيدرات مع جانب كبير من الفواكه والخضروات، حيث إن الدهون المشبعة والدهون المتحولة والكولسترول هما الأشرار، بينما الدهون الحميدة تتمثل في تلك التي نجدها في زيت الزيتون مثلاً وبعض الأطعمة مثل الأسماك والجوز.
النظام الغذائي الخاص بمنطقة حوض البحر المتوسط يتميز بمقدار معتدل من الدهون وكثير منها يأتي من الدهون الصحية والدهون غير المشبعة أوميغا 3. كما أن هذا النظام غني يالكربوهيدرات الذي يأتي غالبيته من الأطعمة الغنية بالألياف والحبوب غير المكررة.
كما أنه غني بالفواكه والخضروات والمكسرات والحبوب والأسماك مع مقدار معتدل من اللحوم والجبن، لهذا فإن شعوب حوض البحر المتوسط يتمتعون بمعدلات أقل من أمراض القلب.
المصدر: رسالة هارفارد- العربية نت